يقدّم «تريندز للبحوث والاستشارات» تجربة فريدة من نوعها في العمل البحثي تقوم على ركيزتين أساسيتين، أولاهما رؤيته العالمية التي تجعل منه جسرًا للتواصل المعرفي بين هذه المنطقة والعالم الأوسع نطاقًا، ومنصة معرفية لتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة. أما الركيزة الأخرى فهي تمكين الكفاءات الوطنية، ولاسيما من الشباب، ليكونوا هم من يصنع هذه الرؤية العالمية ويقودها لترسيخ مكانة تريندز، ضمن نطاق المؤسسات والمراكز البحثية المرموقة عالميًّا، من خلال التزام صارم بمعايير البحث العلمي المطبقة عالميًّا، ودمج الرؤى والطموحات الشبابية بالخبرات المتراكمة لدى باحثي تريندز وخبرائه.

ومن خلال نظرة سريعة على ما تحقق من أعمال وإنجازات خلال السنوات الأربع الأخيرة، أستطيع القول بقدر كبير من الثقة والفخر إننا نسير في الاتجاه الصحيح ونقطع المسافات لتحقيق الأهداف الطموحة والكبيرة التي تم رسمناها لتريندز، كأبرز وأهم مؤسسة بحثية خاصة مستقلة وناشئة.

فخلال هذه الفترة القصيرة بحسابات الزمن، نجح تريندز في إبرام أكثر من 180 اتفاقية شراكة مع مؤسسات بحثية وأكاديمية وإعلامية، عالمية وإقليمية ومحلية، ونشر أكثر من 800 ورقة بحثية على موقعه الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية بأقلام باحثين وخبراء ينتمون إلى أكثر من 100 جنسية، إلى جانب الخبرات البحثية الإماراتية المتنوعة، كما أصدر المركز 210 إصدارات، تنوّعت بين سلاسل علمية وكتب أصيلة ومترجمة، نشر بعضها ب16 لغة عالمية، ونظّمنا مئات الفعاليات العلمية، التي تنوعت ما بين مؤتمرات وندوات وحلقات نقاشية ومحاضرات وورش عمل، كان العديد منها بالتعاون مع كبريات المؤسسات البحثية العالمية مثل المجلس الأطلسي في الولايات المتحدة ومعهد جيجو للسلام في كوريا الجنوبية وغيرهما الكثير والكثير.

المهم في كل هذه الإنجازات والأعمال التي تحققت أنها تمّت بقيادة خبرات شبابية إماراتية مواطنة، تم منحها الثقة وحرية العمل والتفكير، فأبدعت لتثبت من جديد أن ابن الإمارات يستطيع أن يصنع المستحيل ويحقق الريادة والتميُّز ليس فقط محليًّا وإقليميًّا، وإنما عالميًّا أيضًا. واليوم نبدأ مرحلة جديدة من العمل البحثي في تريندز للبحوث والاستشارات، مرحلة يقودها أيضًا الشباب الإماراتي، لترسيخ مكانة تريندز ضمن أعرق المراكز البحثية العالمية، تعتمد أكثر على التكنولوجيات الحديثة المعزّزة لنقل وتبادل المعرفة، حيث سنُطلِق غدًا بمشيئة الله قاعة تريندز للمؤتمرات، المزوّدة بأحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا الحديثة، والتي لن تكون فقط مخصصة لاستضافة الفعاليات البحثية المتنوعة لتريندز، وإنما ستكون متاحة لجميع المؤسسات والهيئات المعنية بصناعة المعرفة ونشرها. كما سنُطلِق أيضًا النسخة المحدَّثة من الموقع الإلكتروني للمركز، باللغتين العربية والإنجليزية، والتطبيق الخاص به، مستعينين كذلك بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا في هذا المجال، إلى جانب الإعلان عن العديد من المبادرات الأخرى مثل «بودكاست تريندز» و«مكتبة تريندز»، و«جائزة تريندز للبحث العلمي»، إضافة إلى الإعلان عن خريطة طريق تريندز إلى مؤتمر «كوب28»، التي تأتي ضمن تفاعل المركز مع الأحداث العالمية الكبرى، ومواكبته لجهود دولة الإمارات وسعيها إلى تنظيم نسخة استثنائية من مؤتمرات «كوب» ترسم خريطة طريق واضحة للبشرية للتعامل مع التحدي الأبرز الذي تواجهه ممثَّلًا في التغيُّر المناخي.

هذه المبادرات الجديدة وغيرها الكثير هي جزء من الاستراتيجية التي ينتهجها تريندز لتحقيق رؤيته العالمية الطموحة بأيدي شباب إماراتي مبدع متسلح بأحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيات الحديثة، ومن خلال هذا النهج لا يخالجنا أيُّ شك في أننا قادرون على تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعها تريندز لنفسه منذ البداية، رافعين شعار «الاستثمار في الشباب استثمار في المستقبل».

الرئيس التنفيذي -مركز تريندز للبحوث والاستشارات